الحمدلله الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور

له ملك السموات والأرض يحي ويميت وهو على كل شيء قدير. والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين:

الحمدلله الذي إختار الأخ خالد عبده جبران في ساعته المكتوبة (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)

﴿إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾

وقال عليه الصلاة والسلام (إنَّ رُوحَ القُدُسِ نفثَ في رُوعِي، أنَّ نفسًا لَن تموتَ حتَّى تستكمِلَ أجلَها، وتستوعِبَ رزقَها، فاتَّقوا اللهَ، وأجمِلُوا في الطَّلَبِ، ولا يَحمِلَنَّ أحدَكم استبطاءُ الرِّزقِ أن يطلُبَه بمَعصيةِ اللهِ، فإنَّ اللهَ تعالى لا يُنالُ ما عندَه إلَّا بطاعته)

إختار ربي خالد في ليله الجمعة ١٧-١-  ١٤٤٥ عن عمر يناهز سبعه وثلاثين عام  وقد روي في الأثر (ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر) ( إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَام، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنْ الصَّلَاةِ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْتَ – أَيْ يَقُولُونَ قَدْ بَلِيتَ – قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمْ السَّلام» وقبل سفره مع زملائه حرص أن يجهز ملابس صلاة الجمعة ليلة الجمعة قبل وصولهم إلى مكان الإقامة.

خالد مع ربه:

كان يحرص على صلاة الجماعة وصيام الإثنين والخميس وحضور الكلمات الدعوية في الجوامع مثل جامع (الشبلان وجامع بن حصان) في مدينة ابها

خالد مع والديه

بشوشا لطيفا يحرص في زيارتهم على إدخال السعادة عليهما وممازحتهم وتقبيل أيديهم ورجولهم تناول وجبة العشاء معهم ليله الجمعة وودعهم وداع مفارق ضما وتقبيلا 

خالد في أسرته ومجتمعه:

عرفته ملبيا لرغبات زوجته وأبنائه عطوفا حاثا جميع أقاربه من النساء على الحجاب الشرعي عرفته واصلا للرحم محسنا للجيران عامرا للمساجد عمارة حسيه ومعنويه يحثني ويشاركني في الإصلاح بين الناس وفي إلقاء المواعظ.

في تجمعاتنا يشحذ الهمة في الاستفادة من أوقاتنا بذكر الله ومدارسه كتابه وسنه نبيه محمد صلى الله وعليه وسلم محبا لأهل الخير والصلاح مشفقا على المسيء وداعيا له

خالد مع كبار السن

رأيت منه تلطفا بهم ومراعاه لنفسياتهم واحتياجاتهم ومشاركتهم المشورة والرأي حتى تبقى لهم مكانتهم

خالد في عمله:

سخر موقعه الوظيفي في خدمه المحتاجين والمرضى وتسهيل تلقي رعايتهم الصحية والتعاون مع زملاءه

يحكي لي أحد أصحابه انه بعد استلامه العمل منه يلقى مصحفه على مكتبه ويحكي آخر عن حثه دائما لهم على أداء الصلاة جماعه وإمامته لهم بصوت ندي ويحثهم على مساعده المحتاجين من المرضى وقد ذكر الدكتور حسن الزهراني استشاري الطوارئ في مستشفى عسير المركزي قائلا عنه (غفر الله له ورحمه وعرفناه سهلا بشوشا وعطوفا يسعى في مساعدة المحتاجين ممن لا يستطيعون دفع تكاليف العلاج)

لقد أفهمتني أفعالك ووفاتك يا خالد معنى:

{وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)

وبحديث المصطفى محمد صلى الله وعليه وسلم («بَادِروا بالأعْمَالِ سَبْعًا هل تنتظرون إلَّا فقرًا مُنْسيًا، أو غِنًى مُطْغيًا، أو مرضًا مُفْسِدًا، أو هَرَمًا مُفْنِدًا، أو موتًا مُجْهِزًا، أو الدَّجَّالَ فشَرُّ غائبٍ يُنْتظر، أو السَّاعةَ فالسَّاعةُ أدْهَى وأَمَرُّ».

رحمك الله يا خالد عرفتك مسارعا في الخيرات

أخوك /إبراهيم عبده جبران

22-1-1445